- قصة المثل القائل "كانت النصيحة بجمل"
- يتكرر ع مسامعنا وفي كل وقت هذا المثل العربي التاريخي القائل "كانت النصيحة بجمل"
_ يحكى أن أعرابي من احد القبائل العربية تزوج ابنة عمه وانفق في عرسها المال الكثير فضاقت به الأحوال واجدب الضرع ذاك العام فقرر الهجرة للبحث عن عما يجنية منه المال ليعوض ماقد انفقه ويبدأ حياته من جديد فإستأذن ابوية وزوجتة وانطلق يتنقل بين القبائل والبلدان حتى استقر به الحال عند رجل تاجر كبير وصاحب اموال طائلة ولديه من المواشي والابل العدد الكبير فقص ذاك الأعرابي الشاب قصته على هذا التاجر الميسور الحال وقال له اني ابحث عن عمل . فرق قلب ذلك التاجر لحال هذا الأعرابي وقال له أتعمل عندي على أجر يرضيك ويرضيني فوافق الأعرابي وبدأ يعمل عنده ومر اكثر من عشرين عاماً على هذا الحال فجمع خلالها الأعرابي ثروة لابأس بها وعدد من المواشي والابل فقال لذلك التاجر اريد العودة الى اهلي فإن الديار قد حنت لأهلها فقال له التاجر كما تريد واهداه عدد من الجمال وبعض الخيول وعدد من المواشي فجمع ذاك الأعرابي اشتات أمره وقاد مواشيه وارزاقه واتجه عائدا الى بلده ومرت الأيام وهو يسير حتى صادف خيمة على مفترق طرق يسكن بها رجل كبير بالسن اشيب لوحده فأمرح بالقرب منها ودخل الى ذاك الشيخ فقال له ياشيخ ماذا تفعل هنا في هذه الصحراء فقال الشيخ انا بائع النصائح وقيمه كل نصيحة بجمل فقال الأعرابي لاشتري نصيحة لنرى .
فقال له الأعرابي اعطني نصيحة ولك جمل، فقال الشيخ اذا طلع نجم سهيل فلا تنام بدرب السيل قال الأعرابي ماهذه النصيحة اعطني اخرى وسأعطيك جملين فقال الشيخ لاتآمن لمن أسنانه فرق وعيونه زرق فأطرق الأعرابي قليلا وقال في نفسه لقد خسرنا جملين لكن سوف اشتري نصيحة ثالثة،
فقال بيعني نصيحة ثالثة وخذ جمل ثالث فقال الشيخ اذا وصلت اهلك فنم على الندم ولاتنام على الدم وبات الأعرابي تلك الليله على حسرة في قلبه على ما انفقه دون جدوى ولافائدة وفي الصباح الباكر تابع سيره متجها الى بلده وبعد مسيرة يوم شاق وصل اطراف قبيلة قد نصبو خيامهم في بطن وادي فأمرح الى جوارهم واستضافهم فأكرموه وبعد العشاء اتضجع في فراشه ونظر الى السماء فرأى نجم سهيل فتذكر نصيحة الشيخ التي تقول اذا رأيت نجم سهيل لاتنام في درب السيل فأيقظ شيخ القبيلة وقص له قصة النصيحة وقال له لنغادر الوادي فلم يقتنع شيخ القبيلة فقرر الأعرابي الابتعاد عن بطن الوادي فساق مواشيه وارتقى الى تلة مجاورة وامرح فيها وبعد عدة ساعات سمع صوت هدير الماء من بعيد وخلال لحظات امتلئ الوادي بالماء فجرف الخيام والمواشي لتلك القبيلة واغرقهم جميعا فقال لقد صدقت النصيحة الاولى، وفي الصباح تابع السير الى أن حل عليه الظلام فشاهد عدة خيام مبنية في الصحراء فقال لابيت عندهم هذه الليلة واستريح فاقترب من اول خيمة ونادى الى صاحبها فخرج عليه رجل متوسط في العمر ذو لحية فطلب منه المبيت عندهم فرحب به واطعمه الزاد واكرمه ايما إكرام واثناء تناولهم الطعام نظر الأعرابي في وجه مضيفه فوجده صاحب سنان فرق وعيون زرق فعندما أوى الى الفراش تذكر النصيحة التي تقول لاتأمن لصاحب الاسنان الفرق والعيون الزرق فوضع بعض الحجارة في فراشه وابتعد قليلا عنها وبعد منتصف الليل شاهد صاحب الخيمة يتسلل بهدوء وبيده سيفه وانقض على فراش الاعرابي وبدأ يضربها بالسيف لكن الأعرابي لم يكن بالفراش فقال في نفسه وهذه النصيحة الثانية صدقت، فساق مواشيه وإبله وتابع السير الى ان وصل اطراف قبيلته مساءاً فأمرح وإنتظر حتى جنَ الليل وتسلل الى خيمته فشاهد زوجته تنام والى جوارها شاب بالفراش فإستل سيفه واراد قتلهما لكنه تذكر النصيحة الثالثة التي تقول نم على الندم ولاتنام على الدم
فعاد ادراجه الى مواشيه وبقي يفكر حتى الصباح ودخل الى قبيلته يجر خلفه عدد كبير من الإبل المواشي والخيل واستقبله اهله وعشيرته وزوجته فقال لزوجته من هذا الشاب الذي كان ينام الى جوارك فقالت هذا إبنك عندما غادرتنا كنت قد حملت به وها هو اليوم أصبح شاباً يافعا تستطيع الاعتماد عليه
هذه هي قصة "كانت النصيحة بجمل" من القصص الرائعة بالتاريخ العربي
اعداد فريق موقع فاعل خير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق