قصة الحارث ابن سليل الأسدي والمثل القائل"تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها"
لكل مثل عربي ومقولة عظيمة قصة تؤدي إليها وهذا المثل من أروع الامثال الفصيحة القديمة التي عمت قصص التاريخ العربي القديم وهي "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها"، تعود حكاية هذا المثل إلى الحارث ابن سليل الأسدي صاحب الجاه والسئدد والمال وكبير قومه وشيخ قبيلتهم ففي أواخر أيامه قصد بيت صديقه ورفيقه وحليفه علقمة ابن حصفة الطائي ومكث عنده عدة أيام في ضيافته وخلال وجوده رأى إبنه علقمه الزباء وكانت الزباء ذات حسن وجمال وفطنة وإباء وقد ذاع صيتها وسيرتها بين العرب فقرر الحارث خطبتها لما رآها، فقال لأبيها أنني اتيتك خاطبا وقد ينكح الخاطب، ويدرك الطالب، ويمنع الراغب، فأبدى علقمة سروره وقال له : انت كريم يقبل منك الصفو ويطلب منك العفو فإنتظر حتى ننظر في
أمرك، بعدها قام علقمة وذهب الى زوجته وكان إسمها ميمونه وقال لها أن الحارث الأسدي يريد أن يتزوج الزباء ولن أرد طلبه فاذهبي الى ابنتك وقولي لها الخبر، دخلت الام مخدع ابنتها وقالت لها: أي بنيتي أي الرجال احب إليكي الكهل الجحجاح الواصل المناح أم الفتى الوضاح قالت الزباء بل الفتى الوضاح يا أمي قالت الأم :الفتى يغير والشيخ يمير وليس الكهل الفضال الكثير النائم كالحديث السن الكثير المن فردت عليها ابنتها وقالت :يا اماه ان الفتاة تحب الفتى حب الراعي لأنيق الكلئ قالت يابنيتي:آن الفتى شديد الحجاب كثير العتاب قالت لها الزباء ياأمي الشيخ يبلي شبابي ويدنس ثيابي ويشمت بي أترابي لكن الأم أصرت وبعد جدال طويل وأخذ ورد تمكنت الأم من ابنتها واقنعتها بالزواج من الحارث الأسدي فتزوجها على مهر 550 من الإبل وخادم وألف درهم وكان هذا مهر كبير في تلك الأيام وعاد بها الى قومه،
وفي أحد الايام بينما كان الحارث يجلس في فناء منزله والزباء الى جانبه ويراقبون بعض الشباب من بني قومه يتصارعون فبكت الزباء فقال لها الحارث مايبكيكي فقالت :مالي والشيوخ الناهضين كالفروخ فغضب الحارث وشتمها وقال قولته الشهيرة
تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها
وقال لها التحقي ب أهلك وقد عرف انها تزوجته لحاجة أهلها وانشد يقول :
تهزأت أن رأتني لابس الكبرة وغايات الناس بين الموت والكبرة
فإن بقيت رأت الشيب راغبة وفي التعرف مايمضي من العمر
غني إليكي فإني لاتوافقني عور الكلام ولاشرب على كدرة
اعداد فريق موقع خير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق